‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنمية القدرات الشخصية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنمية القدرات الشخصية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

تنميه قدرات وذكاء الطفل





إذا أردت لطفلك نمواً في قدراته وذكائه فهناك أنشطة تؤدي بشكل رئيسي إلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنة والقدرة على الابتكار ، ومن أبرز هذه الأنشطة ما يلي :

أ*) اللعب :

الألعاب تنمي القدرات الإبداعية لأطفالنا .. فمثلاً ألعاب تنمية الخيال ، وتركيز الانتباه والاستنباط والاستدلال والحذر والمباغته وإيجاد البدائل لحالات افتراضية متعددة مما يساعدهم على تنمية ذكائهم .

يعتبر اللعب التخيلي من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه .، فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق ، كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة ، ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع من اللعب .

كما أن للألعاب الشعبية كذلك أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل ، لما تحدثه من إشباع الرغبات النفسية والاجتماعية لدى الطفل ، ولما تعوده على التعاون والعمل الجماعي ولكونها تنشط قدراته العقلية بالاحتراس والتنبيه والتفكير الذي تتطلبه مثل هذه الألعاب .. ولذا يجب تشجيعه على مثل هذا .

ب*) القصص وكتب الخيال العلمي :

تنمية التفكير العلمي لدى الطفل يعد مؤشراً هاماً للذكاء وتنميته ، والكتاب العلمي يساعد على تنمية هذا الذكاء ، فهو يؤدي إلى تقديم التفكير العلمي المنظم في عقل الطفل ، وبالتالي يساعده على تنمية الذكاء والابتكار ، ويؤدي إلى تطوير القدرة القلية للطفل . 

والكتاب العلمي لطفل المدرسة يمكن أن يعالج مفاهيم علمية عديدة تتطلبها مرحلة الطفولة ، ويمكنه أن يحفز الطفل على التفكير العلمي ، وأن يجري بنفسه التجارب العلمية البسيطة ، كما أن الكتاب العلمي هو وسيلة لأن يتذوق الطفل بعض المفاهيم العلمية وأساليب التفكير الصحيحة والسليمة ، وكذلك يؤكد الكتاب العلمي لطفل هذه المرحلة تنمية الاتجاهات الإيجابية للطفل نحو العلم والعلماء .

كما أنه يقوم بدور هام في تنمية ذكاء الطفل ، إذا قدم بشكل جيد ، بحيث يكون جيد الإخراج مع ذوق أدبي ورسم وإخراج جميل ، وهذا يضيف نوعاً من الحساسية لدى الطفل في تذوق الجمل للأشياء ، فهو ينمي الذاكرة ، وهي قدرة من القدرات العقلية .

والخيال هام جداً للطفل وهو خيال لازم له ، ومن خصائص الطفولة التخيل والخيال الجامح ، ولتربية الخيال عند الطفل أهمية تربوية بالغة ويتم من خلال سرد القصص الخرافية المنطوية على مضامين أخلاقية إيجابية بشرط أن تكون سهلة المعنى وأن تثير اهتمامات الطفل ، وتداعب مشاعره المرهفة الرقيقة ، ويتم تنمية الخيال كذلك من خلال سرد القصص العلمية الخيالية للاختراعات والمستقبل ، فهي تعتبر مجرد بذرة لتجهيز عقل الطفل وذكائه للاختراع والابتكار ، ولكن يجب العمل على قراءة هذه القصص من قبل الوالدين أولاً للنظر في صلاحيتها لطفلهما حتى لا تنعكس على ذكائه لأن هناك بعض القصص مثل سوبرمان والرجل الأخضر وطرزان .. قصص تلجأ إلى تفهيم الأطفال فهماً خاطئاً ومخالفاً لطبيعة البشر ، مما يؤدي إلى فهمهم لمجتمعهم والمجتمعات الأخرى فهماً خاطئاً ، واستثارة دوافع التعصب والعدوانية لديهم .

كما أن هناك قصص أخرى تسهم في نمو ذكاء الطفل كالقصص الدينية وقصص الألغاز والمغامرات التي لا تتعارض مع القيم والعادات والتقاليد - ولا تتحدث عن القيم الخارقة للطبيعة - فهي تثير شغف الأطفال ، وتجذبهم ، وتجعل عقولهم تعمل وتفكر وتعلمهم الأخلاقيات والقيم ، ولذلك فيجب علينا اختيار القصص التي تنمي القدرات العقلية لأطفالنا والتي تملأهم بالحب والخيال والجمال والقيم الإنسانية لديهم ، مما يجعلهم يسيرون على طريق الذكاء ، ويجب اختيار الكتب الدينية ولمَ لا ؟ فإن الإسلام يدعونا إلى التفكير والمنطق ، وبالتالي تسهم في تنمية الذكاء لدى أطفالنا .


ج) الرسم والزخرفة :

الرسم والزخرفة تساعد على تنمية ذكاء الطفل وذلك عن طريق تنمية هواياته في هذا المجال ، وتقصي أدق التفاصيل المطلوبة في الرسم ، بالإضافة إلى تنمية العوامل الابتكارية لديه عن طريق اكتشاف العلاقات وإدخال التعديلات حتى تزيد من جمال الرسم والزخرفة .

ورسوم الأطفال تدل على خصائص مرحلة النمو العقلي ، ولا سيما في الخيال عند الأطفال ، بالإضافة إلى أنها عوامل التنشيط العقلي والتسلية وتركيز الانتباه .

ولرسوم الأطفال وظيفة تمثيلية ، تساهم في نمو الذكاء لدى الطفل ، فبالرغم من أن الرسم في ذاته نشاط متصل بمجال اللعب ، فهو يقوم في ذات الوقت على الاتصال المتبادل للطفل مع شخص آخر ، إنه يرسم لنفسه ، ولكن تشكل رسومه في الواقع من أجل عرضها وإبلاغها لشخص كبير ، وكأنه يريد أن يقول له شيئاً عن طريق ما يرسمه ، وليس هدف الطفل من الرسم أن يقلد الحقيقة ، وإنما تنصرف رغبته إلى تمثلها ، ومن هنا فإن المقدرة على الرسم تتمشى مع التطور الذهني والنفسي للطفل ، وتؤدي إلى تنمية تفكيره وذكائه .

د) مسرحيات الطفل :

إن لمسرح الطفل ، ولمسرحيات الأطفال دوراً هاماً في تنمية الذكاء لدى الأطفال ، وهذا الدور ينبع من أن ( استماع الطفل إلى الحكايات وروايتها وممارسة الألعاب القائمة على المشاهدة الخيالية ، من شأنها جميعاً أن تنمي قدراته على التفكير ، وذلك أن ظهور ونمو هذه الأداة المخصصة للاتصال _ أي اللغة – من شأنه إثراء أنماط التفكير إلى حد كبير ومتنوع ، وتتنوع هذه الأنماط وتتطور أكثر سرعة وأكثر دقة ) .

ومن هذا فالمسرح قادر على تنمية اللغة وبالتالي تنمية الذكاء لدى الطفل . فهو يساعد الأطفال على أن يبرز لديهم اللعب التخيلي ، وبالتالي يتمتع الأطفال الذين يذهبون للمسرح المدرسي ويشتركون فيه ، بقدر من التفوق ويتمتعون بدرجة عالية من الذكاء ، والقدرة اللغوية ، وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة .

وتسهم مسرحية الطفل إسهاما ملموسا وكبيرا في نضوج شخصية الأطفال فهي تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال المؤثرة في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته ولذلك فالمسرح التعلمي والمدرسي هام جدا لتنمية ذكاء الطفل .

ه) الأنشطة المدرسية ودورها في تنمية ذكاء الطفل :

تعتبر الأنشطة المدرسية جزءا مهما من منهج المدرسة الحديثة ، فالأنشطة المدرسية - أياً كانت تسميتها – تساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير لازمة لمواصلة التعليم وللمشاركة في التعليم ، كما أن الطلاب الذين يشاركون في النشاط لديهم قدرة على الإنجاز الأكاديمي ، وهم يتمتعون بنسبة ذكاء مرتفعة ، كما أنهم إيجابيون بالنسبة لزملائهم ومعلميهم .

فالنشاط إذن يسهم في الذكاء المرتفع ، وهو ليس مادة دراسية منفصلة عن المواد الدراسية الأخرى ، بل إنه يتخلل كل المواد الدراسية ، وهو جزء مهم من المنهج المدرسي بمعناه الواسع ( الأنشطة غير الصفية ) الذي يترادف فيه مفهوم المنهج والحياة المدرسية الشاملة لتحقيق النمو المتكامل للتلاميذ ، وكذلك لتحقيق التنشئة والتربية المتكاملة المتوازنة ، كما أن هذه الأنشطة تشكل أحد العناصر الهامة في بناء شخصية الطالب وصقلها ، وهي تقوم بذلك بفاعلية وتأثير عميقين .

و ) التربية البدنية :

الممارسة البدنية هامة جداً لتنمية ذكاء الطفل ، وهي وإن كانت إحدى الأنشطة المدرسية ، إلا أنها هامة جداً لحياة الطفل ، ولا تقتصر على المدرسة فقط ، بل تبدأ مع الإنسان منذ مولده وحتى رحيله من الدنيا ، وهي بادئ ذي بدء تزيل الكسل والخمول من العقل والجسم وبالتالي تنشط الذكاء ، ولذا كانت الحكمة العربية والإنجليزية أيضاً ، التي تقول : ( العقل السليم في الجسم السليم ) دليلاً على أهمية الاهتمام بالجسد السليم عن طريق الغذاء الصحي والرياضة حتى تكون عقولنا سليمة ودليلاً على العلاقة الوطيدة بين العقل والجسد ، ويبرز دور التربية في إعداد العقل والجسد معاً ..

فالممارسة الرياضية في وقت الفراغ من أهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني والبدني ، وتكسب القوام الجيد ، وتمنح الفرد السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابية السارة ، وتجعله قادراً على العمل والإنتاج ، والدفاع عن الوطن ، وتعمل على الارتقاء بالمستوى الذهني والرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن .

ومن الناحية العلمية ، فإن ممارسة النشاط البدني تساعد الطلاب على التوافق السليم والمثابرة وتحمل المسؤولية والشجاعة والإقدام والتعاون ، وهذه صفات هامة تساعد الطالب على النجاح في حياته الدراسية وحياته العملية ، ويذكر د. حامد زهران في إحدى دراساته عن علاقة الرياضة بالذكاء والإبداع والابتكار : ( إن الابتكار يرتبط بالعديد من المتغيرات مثل التحصيل والمستوى الاقتصادي والاجتماعي والشخصية وخصوصاً النشاط البدني بالإضافة إلى جميع المناشط الإنسانية ، ويذكر دليفورد أن الابتكار غير مقصور على الفنون أو العلوم ، ولكنه موجود في جميع أنواع النشاط الإنساني والبدني ) .

فالمناسبات الرياضية تتطلب استخدام جميع الوظائف العقلية ومنها عمليات التفكير ، فالتفوق في الرياضيات ( مثل الجمباز والغطس على سبيل المثال ) يتطلب قدرات ابتكارية ، ويسهم في تنمية التفكير العلمي والابتكاري والذكاء لدى الأطفال والشباب .

فمطلوب الاهتمام بالتربية البدنية السليمة والنشاط الرياضي من أجل صحة أطفالنا وصحة عقولهم وتفكيرهم وذكائهم .

ز ) القراءة والكتب والمكتبات :

والقراءة هامة جداً لتنمية ذكاء أطفالنا ، ولم لا ؟؟ فإن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم اقرأ ) ، قال الله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) .

فالقراءة تحتل مكان الصدارة من اهتمام الإنسان ، باعتبارها الوسيلة الرئيسية لأن يستكشف الطفل البيئة من حوله ، والأسلوب الأمثل لتعزيز قدراته الإبداعية الذاتية ، وتطوير ملكاته استكمالاً للدور التعليمي للمدرسة ، وفيما يلي بعض التفاصيل لدور القراءة وأهميتها في تنمية الذكاء لدى الأطفال !!

والقراءة هي عملية تعويد الأطفال : كيف يقرأون ؟ وماذا يقرأون ؟؟

ولا أن نبدأ العناية بغرس حب القراءة أو عادة القراءة والميل لها في نفس الطفل والتعرف على ما يدور حوله منذ بداية معرفته للحروف والكلمات ، ولذا فمسألة القراءة مسألة حيوية بالغة الأهمية لتنمية ثقافة الطفل ، فعندما نحبب الأطفال في القراءة نشجع في الوقت نفسه الإيجابية في الطفل ، وهي ناتجة للقراءة من البحث والتثقيف ، فحب القراءة يفعل مع الطفل أشياء كثيرة ، فإنه يفتح الأبواب أمامهم نحو الفضول والاستطلاع ، وينمي رغبتهم لرؤية أماكن يتخيلونها ، ويقلل مشاعر الوحدة والملل ، يخلق أمامهم نماذج يتمثلون أدوارها ، وفي النهاية ، تغير القراءة أسلوب حياة الأطفال .

والهدف من القراءة أن نجعل الأطفال مفكرين باحثين مبتكرين يبحثون عن الحقائق والمعرفة بأنفسهم ، ومن أجل منفعتهم ، مما يساعدهم في المستقبل على الدخول في العالم كمخترعين ومبدعين ، لا كمحاكين أو مقلدين ، فالقراءة أمر إلهي متعدد الفوائد من أجل حياتنا ومستقبلنا ، وهي مفتاح باب الرشد العقلي ، لأن من يقرأ ينفذ أوامر الله عز وجل في كتابه الكريم ، وإذا لم يقرأ الإنسان ، يعني هذا عصيانه ومسؤوليته أمام الله ، والله لا يأمرنا إلا بما ينفعنا في حياتنا .

والقراءة هامة لحياة أطفالنا فكل طفل يكتسب عادة القراءة يعني أنه سيحب الأدب واللعب ، وسيدعم قدراته الإبداعية والابتكارية باستمرار ، وهي تكسب الأطفال كذلك حب اللغة ، واللغة ليست وسيلة تخاطب فحسب ، بل هي أسلوب للتفكير .


دور التربيه الاسلاميه فى تنميه القدرات العقليه




دور التربية الإسلامية في تنمية القدرات العقلية - رباب عرابي

نحمده سبحانه ونستغفره ونستهديه؛ حمداً يليق بكماله وجلاله، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرّمه على الخلائق أجمعين بنعمة العقل الذي نال به تشريف حمل أمانة التكليف؛ هذه النعمة التي إذا أُحسِن استخدامها وتنمية قدراتها مع استرشادها ببصائر الوحي يتحقق في إنسان التربية قوله تعالى:" يؤتي الحكمة من يشآء ومن يؤتَ الحكمةَ فقد أُوتيَ خيراً كثيراً وما يذَّكَّرُ إلاّ أٌولواْ الألباب "(1).

يأتي الاهتمام بالعقل وقدراته التي هي بمعنى" القدرة على التنبؤ بما وراء الأعمال الظاهرة والتحقق من جوهر الحقائق والوقائع المحيطة تحققاً يفيد في السلامة المادية عبر سلسلة من الوقائع والأحداث المستقبلية. لكن العقل لا يكون فعالاً ناجحاً إلا إذا كان واعياً بحقيقة الإنسان ومكانته وانتمائه، فإذا فقد هذا الوعي عجز عن النفاذ إلى جوهر الأفكار والآراء وإدراك الحقيقة "(2)، من أجل استخدام الوسائل التربوية المناسبة لتنمية قدرات هذا العقل وتزكية أدواته بحيث يُحسِن استخدام وسائل الحياة والاستفادة من بصائر الوحي التي تحدد غايات الحياة؛ مما جعل الحكمة مرتبطة ب" أولواْ الألباب "- أصحاب العقول النيرة والحواس السليمة- والحكمة هي" القدرة على اكتشاف السنن والقوانين التي تنظم ظواهر الكون والحياة، ثم تحويل هذه السنن والقوانين إلى تطبيقات عملية في مختلف ميادين الحياة "(3). لذلك كانت الإشارة القرآنية لمن يؤتَ الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً، وهي المرحلة التي تحقق هدف الرسالة على الوجه الأمثل لقوله تعالى" هو الذي بعث في الأُميين رسولاً منهم يتلواْ عليهم ءاياته ويُزكّيهم ويُعلِّمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ وإن كانواْ من قبل لفي ضلالٍ مُبين "(4).

العقل لغةً: كما في" لسان العرب ": الحِجْر والنُّهى ضد الحمق، والجمع عقول، ورجل عاقل: هو الجامع لأمره ورأيه مأخوذ من عقَلت البعير إذا جَمعت قوائمه. وقيل العاقل الذي يحبس نفسه ويردُّها عن هواها، والعقل القلب، والقلب العقل، وسمي عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك؛ أي يحبسه. وقيل العقل هو التمييز بين الإنسان من سائر الحيوان، والقلب: هو تحويل الشئ عن وجهه. ومن خلال النظر في المعنى القرآني للقلب كما في قوله تعالى(5):" إنَّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "، قال: لمن كان له قلب يعقل ما قد سمع من الأحاديث التي ضرب الله بها من عصاه من الأمم، والقلب في هذا الموضع العقل، وهو من قولهم ما لفلان قلب وما قلبه معه أي ما عقله معه.

وفي " فتح القدير للشوكاني "(6): لمن كان له قلب؛ أي عقل، قال الفراء: وهذا جائز في العربية تقول ما لك قلب وما قلبك معك أي: ما لك عقل وما عقلك معك، وقيل المراد القلب نفسه؛ لأنه إذا كان سليماً أدرك الحقائق وتفكر كما ينبغي.

لم يرد لفظ العقل كمصدر في القرآن الكريم مطلقاً ولكن ورد فعل العقل بمختلف اشتقاقاته ليدل على الجانب المعرفي في الإنسان المتعلق بالفهم والتفكير والإدراك والتمييز بين الخير والشر، وقد اختلف علماء المسلمين حول محل العقل؛ " فقال أبو حنيفة: محل العقل الدماغ، وذهب الشافعي إلى أن محله القلب، واستدل بقوله تعالى" فتكونَ لهم قلوب يعقلون بها "، غير أن ابن القيم يرى أن أصله ومادته القلب، وينتهي إلى الدماغ، بينما ابن تيمية يرى أن العقل في لغة المسلمين عرض من الأعراض، قائم بغيره وهو غريزة وقوة في النفس أو هو علم أو عمل بالعلم، ويضيف في كتابه إن اسم العقل عند المسلمين وجمهور العقلاء إنما هو صفة، وهو الذي يسمى عرضاً قائماً بالعاقل، وعلى هذا دلّ القرآن في قوله تعالى" لعلّكم تعقلون"، وقوله " أفلم يسيروا في الأرض فتكونَ لهم قلوب يعقلون بها "، وقوله" قد بيّنّا لكُمُ الآياتِ لعلّكم تعقلون "، ونحو ذلك مما يدل على أن العقل مصدر عقل يعقل عقلاً وإذا كان كذلك فالعقل لا يسمى به مجرد العلم الذي يعمل به صاحبه ولا العمل بلا علم، بل إنما يسمى به العلم الذي يعمل به والعمل بالعلم، ولهذا قال أهل النار:"وقالوا لو كنّا نسمعُ أو نعقلُ ما كنّا في أصحاب السّعير"(7).

وقد أحصى الذين عنوا بأفعال العقل بالقرآن الكريم فكانت" نحواً من خمسين مرة، وخص القرآن بالذكر" أولي الألباب في ستة عشر موضعاً، كما ذكر أولي النهى والحجر، وأصحاب الفهم والعلم والتدبر والإدراك، وأهل النظر، والبصر والبصيرة والرشاد، وما إلى ذلك من الألفاظ التي تحث الإنسان على أن يستخدم مواهبه في معرفة حقائق الأشياء حتى يغدو العقل عند صاحبه ميزاناً حساساً يفرق به بين الحق والباطل وبين الخير والشر"(8). كما أن التوجيه القرآني للإنسان لإعمال عقله وتحريره مما يدفعه للتفكر فيما خلق الله وفيما أنزل، ولمعرفة الحقائق العلمية، والنظر في أحوال الأمم الماضية للوصول إلى السنن الاجتماعية؛ وبهما يكمل التوحيد في الإيمان، ومنها قوله تعالى" إنَّ في خلق السماواتِ والأرضِ واختلافِ الليلِ والنَّهار لآياتٍ لأولي الألباب الّذين يذكرونَ الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلقِ السماواتِ والأرضِ ربَّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سُبحانك فقِنا عذابَ النَّار "(9)، فارتبطت وظيفة اللب بالتفكُر وهو دوام التأمل والمراقبة والمقارنة في ظواهر الطبيعة المختلفة؛ "فإذا كان اللب في اللغة خالص كل شئ، فيمكننا القول إنه في القرآن ذروة التفكير، ومناط الحكمة، وأساس التمييز، وينبوع الإيمان واليقين، وهو عقل متميز إذن وليس عقلاً عادياً، بل هو عقل الصفوة من الناس والنخبة من المفكرين والذين وهبوا الحكمة "(10)؛ أي بمعنى العقل الخالص من الشوائب وسمي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان، وقيل ما زكى من العقل، فكل لب عقل وليس كل عقل لباً ولهذا علّق الله تعالى الأحكام التي لا يدركها إلاّ العقول، ومن الألفاظ أيضاً الفكر نحو قوله:" لعلهم يتفكرون "، والنظر:" انظروا ماذا في السماوات "، وأصل النظر بالبصر بالإقبال نحو المبصر، والنظر بالقلب بمعنى البصيرة وهي الإقبال بالفكر نحو:" إنَّ الّذين اتّقواْ إذا مسّهم طآئف من الشيطانِ تذكَّرواْ فإذا هم مُّبصرون "، والحجر:" هل في ذلك قسم لذي حجر "، والرشد:" فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون "، والتذكر لقوله:" ويبيّنُ ءاياته للنّاس لعلّهم يتذكرون "، والفقه:"انظر كيف نُصرِّفُ الآياتِ لعلّهم يفقهون "، هذه الألفاظ تناولها بعض العلماء ضمن مفهوم القدرات العقلية.

تعريف القدرة: تأتي" بمعنى الطاقة، وهذه يشترك بها الإنسان والحيوان والجماد، وقدرة تسخيرية: وهي القدرة على تسخير طاقات المخلوقات المحسوسة في الكون طبقاً للقوانين التي تنظم وجود هذه المخلوقات ولما تمليه حاجات الإنسان في البقاء والرقي. والقدرة التسخيرية: هي ثمرة تزاوج القدرات العقلية الناضجة مع الخبرات الدينية والاجتماعية والكونية المربية. أي أن القدرة التسخيرية تولد من خلال النظر العقلي السليم في تاريخ الأفكار والأشخاص والأحداث والأشياء والإحاطة بنشأتها ثم تطورها وواقعها "(11).

أما القلب فكما ورد في التعريف اللغوي لكلمة العقل فإنها تستخدم باللغة العربية للدلالة على القلب أيضاً حسب المعنى القرآني لآيات تشير إلى أعمال العقل والتفكر مثل قوله تعالى" أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها "(12)، وقوله" لهم قلوبٌ لاَّ يفقهون بها ولهم أعينٌ لاَّ يبصرون بها "(13).

ويرى ابن القيم" أن للقلب جندين: جند يرى بالأبصار، وجند يرى بالبصائر؛ فالذي يرى بالأبصار هي أعضاء الجسد وهي مطيعة له. . أما الجند التي ترى بالبصائر فهي ما ركب بالقلب من الإرادة والغضب والشهوة "(14)، وفي الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم" وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "(15)، والإشارة هنا إلى القلب"سببها أن للقلب قوتين: قوة الفكر وقوة الإرادة "(16)، وتعرّف قوة الإرادة بأنها" قوة المشيئة والاختيار، وهي قوة خلقها الله في الإنسان لتحركه نحو إنجاز الأهداف التي تشهدها القدرات العقلية "(17)، هاتان القوتان هما حلقات السلوك التي تظهر من خلال ميادين ثلاث: الفكر، والإرادة، والممارسة بواسطة الأعضاء؛ التي يكون بها كسب الإنسان وترجمة نيته إلى عمل إما صالح يثاب عليه، أو عمل سوء يحاسب عليه، دلّ عليها قوله تعالى" كلُ نفس بما كسبت رهينة "(18)، وأعمال النفس تشمل الظاهرة والباطنة.

وضّح هذا المعنى الدكتور ماجد الكيلاني في محاضرة له بتاريخ 27/4/2008م، بأن للقلب قدرتين: القدرة العقلية وهي قوة شهود الأشياء بمعنى هي الخاصة بالبصيرة، وقوة الإرادة وهي قوة دافعة للعمل وهي خاصة بالشهوات وتحريك الدوافع وتحقيق الإنجاز، من خلال السابق نصل إلى نتيجة مفادها أن القدرات العقلية تحتاج إلى خبرات دينية واجتماعية وكونية مربية كما يذكر"الدكتور الكيلاني "، والهدف من تنمية القدرات العقلية يبدأ بدرجة الاستفادة من الحواس التي هي منافذ العقل أو القلب كما ورد سابقاً، لأن فعل العقل ليس كائناً مستقلاً بل هو من أفعال القلب؛ فإحسان استخدام هذه الحواس التي هي أدوات المعرفة يتحقق النظر المُبصر في ميادين المعرفة وهي في الأنفس والآفاق، وفي المكونات والمخلوقات، وفي الأفكار والقيم، لذلك جاء التعبير القرآني موضحاً المعنى في قوله:" لهم قلوب لاَّ يفقهون بها ولهم أعين لاّ يُبصرونَ بها ولهم ءاذان لاّ يسمعونَ بها أُولئك كالأنعامِ بل هم أضلُّ أولئك هُمُ الغافلون "(19).

تصنيف القدرات العقلية

وردت القدرات العقلية حسب الإشارات القرآنية في كتاب" أهداف التربية الإسلامية "(20) بقدرة العقل، وقدرة التأويل، وقدرة التدبر، وقدرة الفقه، وقدرة التفكر، وقدرة التذكر، وقدرة النظر، وقدرة الشهود، وقدرة الإبصار، وقدرة الحكمة. ف" قدرة العقل " تشير قرائنها إلى أنها القدرة على خزن المعلومات واسترجاعها وتوظيفها عند الحاجة إليها، وهي شاملة لكل القدرات. أما " قدرة التأويل " فقد اقترنت في القرآن بالقدرة على إدراك التطبيقات العملية التي تقابل التقريرات النظرية أو بالعكس، وأما " قدرة التدبر " فقد اقترنت الإشارة إليها بالقدرة على الربط بين المقدمات والنتائج واكتشاف الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج، وأما " التفكر " فهو قدرة تشير إلى استعمال المهارات العقلية كلها للوصول إلى الحقيقة، أما " التذكر " فهو قدرة عقلية تشير إلى القدرة على استرجاع الخبرة ورؤية جانب الصواب فيها.

ويصف الدكتور مصطفى عبده(21) العقل بأنه القوة التي يدرك بها الإنسان كل مدركاته وبه افترق عن سائر الكائنات، وأن للعقل وجوداً حقيقياً في الإنسان، وليس للعقل مكان في الجسم، والعقل طاقة حيوية تحل في الجسم، ويستخدم المخ بالقوة القائمة في النفس، والعقل فطرة في الإنسان وقابل للتطور والتجريب والتدريب وينمى بالاكتساب، ويعمل لهدف مقصود من خلال الإرادة. ليس للعقل جسم أو مادة، فهو شئ آخر لا مادة له إنه تلك الطاقة الحيوية العارفة، أما تلك التي يحملها الإنسان فوق كتفيه، والحيوان في مقدمة رأسه، والنبات في أعماقه، إنما هي أجهزة ذلك العقل. هذه الطاقة كامنة في النواة في كل خلايا الكائنات الحية حتى تنمو وتزهر ثم تثمر حتى تصفر وتصير حطاماً، وهي كامنة في أعماق الحيوان كقوة غريزية، وهكذا الإنسان يستخدم قواه المفطورة فيه من النطفة الأولى حتى انفصاله عن المشيمة وتستمر معه كقوة عقلية تتنازعه قوتان باطنية وظاهرية ومن خلالها يشرق العقل الإنساني فتتكون العقول الثلاثة من تلك القوة المفطورة في الإنسان، وللعقل ثلاثة قوى، لكل قوة ثلاثة قدرات:

1. القوة الواعية تحوي: الشهود والنظر والتفكير.

2. القوة الباطنة تحوي: التذكر والتدبر والتأويل.

3. القوة المبدعة تحوي: الحكمة والإبصار والتفقه.

أدوات اكتساب المعرفة وعلاقتها بالعقل

لقد أودع الله سبحانه في الإنسان نعمة العقل لتكون أداة توصل إلى معرفته سبحانه وتعالى، وليتدبر من خلالها آيات الله في كتابه المنظور وينتفع بها، كما يهتدي بآياته في كتابه المقروء.

أدوات المعرفة في التربية الإسلامية ثلاث هي: الوحي وهو أداة المعرفة في ميدانها الغيبي؛ حيث يقدم لنا الخبر الصادق عن مجاهيل الغيب والطلب إلى العقل والحواس للاستيقان من صدق هذه الأخبار، أما عمل العقل والحواس فهما أداتا السير المعرفي في ميدان الشهادة حيث يشهد الإنسان بصائر الوحي في الكون؛ وبتكامل أدوات المعرفة الثلاث يبلغ الإنسان الغاية الرئيسة وهي معرفة الله تعالى؛ فالوحي للعقل بمنزلة الضوء للمبصر، واجتهاد العقل والحواس للبحث في ضوء هذه البصائر كالاجتهاد في البحث عن الشئ الخفي في النهار أو الضوء، والاجتهاد بدون هذه البصائر كالبحث عن الشئ الخفي في الظلمة، ولذلك سمي النهار مبصراً في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وكذلك فإن وجود هذه البصائر مع غياب العقل والحواس أو قصورهما لا يوصل إلى المعرفة لأن الوضع يصبح عندئذ مثل النور المضئ أو الشمس المشرقة في حضرة الأعمى(22).

تحتل الحواس بوصفها مصدراً للمعرفة وطريقة لها أهمية كبيرة، ونظراً للمكانة التي تحتلها أدوات الحسّ في القرآن؛ فقد تكرر لفظ السمع ومشتقاته المتعلقة بالإنسان-139- مرة منفرداً، في حين تكرر لفظ البصر-106- مرة منفرداً، وجمع بينهما في مواضع كثيرة أخرى، وذلك يدل في مجموعه على أن السمع وسيلة أساسية في التعلم تفوق حاسة البصر من حيث الأهمية، ولأن حاسة السمع تستقبل الأصوات الصادرة من جميع الجهات في حين لا ترى العين إلا ما هو في حدود اتجاه العين وهو ما يسمى-vision field -، كما أن السمع كما هو معروف من تشريح الأذن بإن لها خاصية في التركيب وجود غشاء غضروفي خلف الأذن مما يتيح للأصوات فرصة الانتقال بالذبذبة؛ وبذلك يتم السمع دون حاجة توجه الجسم تلقاء مصدر الصوت، بخلاف البصر الذي لا يتم إلا من خلال الحدود سابقة الذكر، ومن ناحية أخرى فقد ذكر بعض الباحثين عدداً من الأسباب يمكن تلخيصها على النحو التالي:

1. السمع أهم من البصر في عملية الإدراك الحسّي والتعلم وتحصيل العلوم، ونحن نلاحظ أن فاقد البصر يمكن أن يتعلم اللغة وتحصيل العلوم، بخلاف فاقد السمع فإن من المتعذر تعلمه اللغة وتحصيل العلوم.

2. لقد جاء ذكر السمع مع العقل في بعض الآيات كقوله تعالى:" وقالوا لو كنّا نسمعُ أو نعقِلُ ما كنّا في أصحابِ السّعير "(الملك:10)، وغيرها مما يشير إلى العلاقة الوثيقة التي تربط السمع بالعقل.

3. دلّت الأبحاث الفسيولوجية الحديثة أن الطفل الوليد يسمع الأصوات عقب الولادة مباشرة، بينما يحتاج إلى فترة من الزمن كي يستطيع أن يرى الأشياء بوضوح.

4. مُيِّزت حاسة السمع بالعمل الدائم، دون توقف، بخلاف حاسة البصر، فإنها قد تتوقف عن أداء وظيفتها، بمجرد إغماض العينين، أو النوم، ولهذا فإن الله تعالى ذكر في قصة أهل الكهف أن ضرب على آذانهم، حين يستغرقون في النوم، فلا يوقظهم صوت(23).

من ناحية أخرى فقد دلت الدراسات الطبية على أن آخر حاسة تموت في الإنسان هي حاسة السمع كما أنها أول حاسة تعمل، وسماع بعض المرضى للأصوات وهم في حالة لا وعي سواء على أجهزة التنفس في أقسام العناية الحثيثة، أم في بعض حالات الغيبوبة.

أما من الناحية التربوية فعلينا مراعاة تكامل عمل الحواس والعقل؛" فالحواس التي لا تصاحبها قدرة عقلية واعية لا تستفيد مما تراه أو تسمعه، لقوله تعالى:"لهُم قلوب لاَّ يفقهونَ بها ولَهم أعيُن لاَّ يُبصرونَ بها ولَهُم ءاذان لاَّ يسمعونَ بها أُولئِكَ كالأنعامِ بل هم أضلُّ أُولئكَ هُمُ الغافلون "(الأعراف:179)، وتتناسب درجة الاستفادة من الحواس طبقاً للدرجة التي تنمو إليها القدرات العقلية "(24).

الملخص:

من المؤكد أن العقل هو الخصوصية التي أعطت للإنسان المكانة والميزة على المخلوقات الأخرى، والتي استوجبت سجود الملائكة لآدم عليه السلام سجود تشريف لا عبادة؛ مما يعني أن هذا العقل بما فيه من خصوصية حمل أمانة الخلافة وإعمار الأرض تستوجب خصوصية أخرى هي الإيمان والاتباع لمنهج الله وأوامره ونواهيه، كما أن مفهوم العقل كقدرة وإرادة- من حيث ارتباطه بالقلب- وما كشفت الدراسات العلمية الحديثة من قدرة العقل الباطن على حفظ المعلومات واسترجاعها، وما ينطبع بالقلب من صفات الشخصية والتي ظهرت على من أجري لهم عمليات زراعة قلب، مما يستوجب بمزيد من البحث في التوجيه القرآني، والحديث الشريف، وكتب التزكية للوصول إلى حقيقة العمليات التربوية التي تتم بها تنمية هذه القدرات للوصول بها إلى المستوى الذي يحقق قوله تعالى في أصحاب العقول الذين" يفقهون "و" يعقلون "و" يتفكرون "و" يتدبرون "، من أجل الرقي بإنسان التربية الإسلامية لمواجة تحديات الحاضر والقيام بمسؤوليات المستقبل، ولتحقيق غايات الحياة وعدم الاقتصار على معرفة وسائل الحياه


كيفيه تنميه القدرات النفسيه والذهنيه






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( عبارات أعجبتنى فأحببت نقلها لكم )

لاأحد يستطيع أن يغضبك أو يحزنك أو يحبطك بدون إذنك

ما تشعره في داخلك ليس بسبب ما يحدث حولك وإنما بسبب تحليلك أنت للأمور.

غير طريقة تحليلك للحدث ستتغير مشاعرك وانفعالاتك عن نفس الحدث.. مثلا .. 
مشادة كلامية تؤدي إلى أن الشخص الذي أمامك يؤذي مشاعرك بكلام جارح

حلل الأمر بأنه أهانك وانتقص من قدرك فسيكون شعورك الغضب منه
حلل الأمر على أن الشخص يمر بظروف صعبة في حياته جعلته يقول هذا الكلام فستشعر بالشفقة عليه !!
الا تعتقد ان تحليل عقلك سيغير من مشاعرك لنفس الموقف.!

تعلم أن تتقبل ما لا تستطيع تغييره وأن تركز على ما تستطيع التأثير فيه

لا يوجد فشل وإنما توجد تجارب في الحياة

هناك أمرين سيجعلوك أكثر حكمة :
الكتب التي تقرؤها و الأشخاص الذين تلتقي بهم (من أصدقاؤك ؟؟)

وهناك حكم استنبطها من هذه الاقوال :
بين كل فعل وردة فعل توجد مساحة في تلك المساحة تتحدد شخصيتك
بين زحمة السير وردة فعلك مساحة ستقرر فيها إن كنت ستغضب أو تصبر
بين كل سبة أو شتمة من شخص وردة فعلك مساحة ستقرر فيها إن كنت سترد السب أم ستحلم!!
لا تعش حياتك بنظام (أوتوماتيكي) بحيث تكون ردود فعلك هي نفسها التي تعودت عليها منذ
الصغر وسع المساحة (الزمن) بين ما يحدث حولك وبين ردة فعلك .. واستغل تلك اللحظات 
في التفكير في ردة الفعل واجعل قرارك مبنياً على مبادئك وليس على مزاجك

55 نصيحه للنجاح في الحياه





(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))



1) راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات ، وراقب كلماتك لأنها ستصبح أفعال ، وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات ، وراقب عاداتك لأنها ستصبح شخصية ، وراقب شخصيتك لأنها ستصبح مصير.


2) اسأل نفسك دائما هذه الأسئلة: من أنا ؟ وكيف وصلت إلى هنا ؟ والى أين أريد أن أذهب ؟ ولماذا أريد أن أذهب ؟ وماذا يقف في طريقي ؟ وكيف أتغلب عليه ؟

3) عندما تغير طريقة تفكيرك تكون قد غيرت عالمك بأكمله.


4) اعلم أن حياتك الآن من صنع أفكارك السابقة.

5) لا أحد يستطيع أن يسلبك النجاح إلا أنت بنفسك.


6) اعلم أن التفكير هو أصل كل فعل فغير طريقة تفكيرك تتغير أفعالك.

7) إذا كان لديك رغبة حقيقية للتخلص من أي عادة مدمرة فانك قد شفيت منها بالفعل بنسبة 51%.


8) إن ما تحكم به على الآخرين يحكمون به عليك.

9) انك لا تستطيع أن تشتري السعادة بكل أموال العالم لأن مملكة السعادة موجودة في فكرك ومشاعرك.


10) اعلم إن العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا أو تعيسا أو سعيدا أو غنيا أو فقيرا فتعلم السيطرة على عقلك من خلال أفكارك.

11) واعلم انه من لم يفشل لم ينجح.

12) واعلم أن ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك.

13) أنت تكون ناجحا وسعيدا عندما تعتقد ذلك.


14) التركيز على النجاح يساعد على حدوثه.

15) إذا كان مصعد النجاح معطلا استخدم السلم درجة درجة.


16) إن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبيا أو ايجابيا.

17) العقل مثل العضلة كلما مرنته كلما زادت قوته.


18) ليس هناك فشل وإنما هناك نتائج فقط.

19) آمن بمبدأ (( أنا يستحيل علي الفشل)).


20) تحمل المسؤولية في كل الظروف.

21) الناس هم أعظم مواردك.

22) لا يوجد نجاح دائم دون الالتزام.

23) توكل على الله تعالى في كل أمورك.


24) لا تبحث عن ألأخطاء ولكن ابحث عن العلاج.

25) تمر على الإنسان يوميا 160 ألف فكرة 80% منها سلبية.


26) ازرع النجاح واحصد ثماره.

27) الناس ليسوا كسالى ولكن ليهم أهدافا لا تحثهم على فعل شيء.


28) إننا نتحول إلى ما نفكر فيه طوال اليوم.

29) اسأل نفسك هذا السؤال: ما الذي يجعلني ناجحا؟


30) كل مشكلة تمر عليك في حياتك تحمل معها الهدايا الكثيرة.

31) إنني لا أنصت لما تقوله وإنما أنصت لما تفعله.


32) إحساسك بالنجاح يقوي يقربك منه.

33) ما دمت تستطيع أن تحلم بالشيء فبامكانك تحقيقه.


34) إن الإنسان دائما يتحول إلى ما يحب.

35) عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك.


36) كن مصرا على النجاح فالأصرار يقضي على المقاومة.

37) أسهل طريقة في إدارة الوقت هو : افعل كل شيء في الحال.


38) الناس يعاملونا وفقا لسلوكنا معهم.

39) ما يعتقده العقل ينجزه الجسم.


40) الممارسات تخلف العادات.

41) القرارات تحول حلمك إلى حقيقة فقرر من الآن ماذا تريد؟


42) العلم طريقك إلى الاحتراف.

43) تخصص حتى تنجح.


44) يقول ابن المبارك رحمه الله تعالى : عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة.

45) تعلم كما لو كنت مبتدئا.


46) اعتقد كما لو كانت المعجزات ممكنة.

47) ناج الله تعالى وأنت على يقين من أنه يسمعك.


48) إذا كنت تعتقد شيئا فكل ما تعتقده يمكن تحقيقه.

49) إن المحافظة على سيطرة العقل كالسيطرة على ثور متوحش هائج.


50) أنت قادر على النجاح إذا فكرت في النجاح.

51) لكي تكون كبيرا يجب أن يكون تفكيرك كبيرا.


52) كلما ازدادت معرفتك في أي مجال ازدادت ثقتك بنفسك.

53) كتابة اهدفك على الورق تزيد احتمالات تحقيقك لها بنسبة 1000%.


54) لا يوجد ما يمنعك من الوصول إلى القمة في مجالك سواك.

55) تجنب الأشخاص السلبيين مهما كلفك الأمر لأنهم أكبر مدمر للثقة بالنفس.


رجال من المريخ ونساء من الزهرة





في شهر مايو من عام 1995 نشرت أول نسخة من كتاب "رجال من المريخ ونساء من الزهرة" من تأليف جون جراي، خبير التواصل الأمريكي، الذي قضى وقتاً طويلاً كمعالج نفسي يُساعد الأزواج على تخطي المشاكل التي تواجههم ليجمع خلاصة خبرته وملاحظاته في ذلك الكتاب الشيق والمفيد، والذي أحدث ضجة وتغييراً في شكل العلاقات الزوجية، ليتم طبعه في خمس وأربعين لغة مختلفة، وبيع أكثر من أربعين مليون نسخة حول العالم، إلى جانب تربّعه على قائمة مبيعات كتب التنمية الذاتية والعلاقات حتى يومنا هذا.


يبدأ جون كتابه بفرضية مثيرة وخيالية: أنه في الأصل كان النساء يعيشون على كوكب الزهرة؛ حيث كانت حياتهم مختلفة تماماً عن حياة الكائنات المعمّرة لكوكب المريخ وهم الرجال، ثم يستعرض نمط الحياة والسلوكيات على كل من الكوكبين قبل أن ينزلوا إلى كوكب الأرض، ويختلطوا متناسيين كمّ الاختلافات فيما بين الجنسين لتبدأ المشاكل في الظهور.



ببساطة يحاول جون هنا أن ينبهنا إلى الاختلافات بين الجنسين التي بتجاهلها أو بالجهل بطبيعتها؛ فإننا ندمّر علاقاتنا بافتراض أننا متشابهون في السلوكيات وردود الفعل؛ بينما الواقع أننا مختلفون.



الكتاب يمتلئ بالأمثلة شديدة الواقعية والتي توضّح ماهية تلك الفروق وكيفية تفهّمهما لجعل حياتنا أسهل.



الفروق الكبيرة:استخدام اللغة وطريقة التعبير


عند كل من شعبي الزهرة والمريخ تعبيرات مختلفة تماماً؛ فبينما تميل النساء للتعميم "إننا لا نخرج أبداً سوياً" يميل الرجال للتحديد "لقد ذهبنا للسينما الخميس الماضي"، وحين تقول المرأة "أشعر أنني وحيدة.. أنت مشغول طول الوقت"؛ فهي تعني "أنا أحبك وأفتقدك وأحتاج لقضاء بعض الوقت معك"؛ في حين أن ما يفهمه الرجل المريخي من جملتها هو "أنا تعيسة معك أنت لا فائدة منك ولم تحقق لي ما كنت أتمنّاه"؛ فينقلب إلى الدفاع، ويتحوّل الموقف إلى مشاجرة؛ فقط لأن كلاً منهما يتكلّم لغة مختلفة ولا يتفهّم لغة الآخر، وتفهّم تلك اللغة الأخرى هو المدخل لفهم باقي الاختلافات.


التعامل مع الضغوط: الحاجة للعزلة والحاجة للحديث


يحدّثنا جون جراي أنه على كوكب الزهرة حين كانت المرأة تشعر بالضيق؛ فإنها تجمع أفراد القبيلة وتقوم بالحديث عما يضايقها؛ فالكلام عن المشكلة بالنسبة لها كالتفكير بصوت عالٍ، وبعد عرض المشكلة من جميع جوانبها والكثير من التعاطف من أخواتها في القبيلة تشعر بتحسّن؛ حتى وإن لم تختفِ المشكلة؛ فالمرأة حين تتحدّث عن مشكلة لا تبحث عن حل، فالحديث في حد ذاته يجعلها قادرة على مواجهة الموقف.


هي فقط تحتاج للتعاطف والمساندة؛ فإذا اشتكت زوجتك من شيء ما لا تحاول إعطاءها حلولاً؛ فهذا آخر شيء تريده منك، فقط استمع لما تقول, هزّ رأسك بتفهّم وأعطِ إشارات صوتية مثل: نعم, ها, حقاً, يا إلهي, معقولة؟



تفاعل معها واجعلها تشعر أنك تفهم معاناتها، وأنها محبوبة.. وستشعر على الفور كم سيعني لها ذلك.



على عكس الرجل؛ ففي كوكب المريخ حين كان الرجل المريخي يُواجه مشكلة؛ فإنه يدخل إلى كهفه وينعزل إلى أن يخرج وفي ذهنه حل المشكلة؛ فالرجل لا يتحدّث عن المشكلة إلا إذا كان يطلب لها حلاً؛ فإذا لمستِ زوجك متغيراً وسألتِه عما يزعجه وجاء ردّه "لا شيء"؛ فإن ذلك لا يعني أنه يبعدك عن حياته، ولا يعني أنه قد توقّف عن حبك؛ فترجمة تلك الجملة هي "عندي مشكلة صغيرة، ولكني قادر على مواجهتها.. شكراً على سؤالك.. أنا فقط أحتاج لبعض الوقت لأتخلص من توتري وأتعامل معها".



لا تقتحمي كهف الرجل حين يحتاج للانسحاب؛ فأنتِ بذلك ترفعين مستوى الضغط عليه, اتركيه ينسحب قليلاً وابحثي عما يشغلك في تلك الفترة، وسيقدّر لك تفهّمك ويخرج من كهفه أسرع.



طريقة حساب نقاط الحسنات


هناك اختلاف آخر يسبب الكثير من سوء الفهم, وهو كيف يحسب كل من الجنسين النقاط لبعضهم البعض؛ فالنساء يحسبن كل فعل لطيف وكل هدية بنقطة واحدة؛ بينما يعطي الرجل درجات مختلفة تبعاً لنوع الفعل وحجمه.


وعدم فهم تلك الطريقة المختلفة في الحساب يجعل ميزان النقاط يختلّ في نقطة ما؛ فيشعر أحدهما -الرجل أو المرأة- أنه يقدّم أكثر مما يأخذ بكثير؛ فيبدأ سوء الفهم والمشاكل.



فمثلاً إذا أهدى الرجل زوجته سيارة؛ فإنه قد يحسب الهدية الكبيرة تلك بـ20 نقطة يعوّل عليها طويلاً، ويظنّ أن رصيد حسناته لديها كافٍ لوقت طويل؛ بينما يحسب مساعدتها في غسيل الأواني بنقطتين, أما المرأة فتحسب نقطة واحدة في الحالتين؛ فبدلاً من أن تفاجأ بثورتها احرص من البداية على أن تعطي زوجتك نقاطاً يومية: أهدها وردة, اكتب كلمة حب, حضّر الطعام يوم إجازتك.. إلخ.



ولا تظن أن فعلاً واحداً كبيراً سيعفيك من الأشياء الصغيرة؛ لأنه عند حبيبتك سيظلّ فعلاً واحداً يساوي نقطة واحدة.
ولتعلمي أن زوجك يقدّر بعض الأفعال أكثر من الأخرى ويعطيها نقاطاً أعلى تثقل رصيدك في قلبه؛ فحين تغفرين له خطأ كبيراً, أو تتفهمي ثورة غضب غير محسوبة؛ فإن ذلك قد يزيد درجاتك 50 نقطة كاملة؛ فاحرصي أن تتفهمي طبيعة زوجك، ولتتعلمي ما الذي يقيّمه من أفعال أكثر من الأخرى.



حقيقة الكتاب مفيد للغاية لتنمية التواصل ما بين الجنسين وينصح به لكل المتزوجين حديثاً أو من يستعدون للزواج؛ فهو يوفّر دليلاً رائعاً لكل من الرجل والمرأة لتفهّم الاختلافات فيما بينهم لتفادي سوء التفاهم والارتباك اللذين قد يواجهانه في حالة جهلهم بتلك الاختلافات التي قد تثري حياتنا وتجعلها أجمل، وقد تحوّلها إلى جحيم من المشاجرات.